فوضى الربيع العربي والقضية الفلسطينيه

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/27 الساعة 23:59
بقلم سهير رمضان عندما فشلت القومية العربية في ايجاد الوحدة العربية ذات الكيان الواحد اصبح الحلم في ايجاد الدوله القومية أمرا مستحيلا في ظل هذه التجربة. فالدوله القُطرية لها مصالحها الخاصة والتي تتناقض مع مصلحة الدولة القومية. لقد فشلت القومية العربية في تقديم منهج متكامل متوازن يكفل بنجاح الترابط العربي فهم لم يقوموا سوى بعبارات رنانة وشعارات براقة اما الواقع فهو زيف وخداع لم يحققوا الوحده السياسيه ذات الهدف الواحد ولم يحققوا اقتصادا متطورا قادرا على التنافس في السوق العالميه ولم يحققوا الاكتفاء الذاتي. لقد بدا العديد من الفلسطينيين بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام ١٩٦٧ والتي شكلت بداية انحلال القومية العربية يشعرون بان نضالهم يخصهم هم فقط. وجاء الربيع العربي ليثبت أن لا مكان للقوميه العربية بين الدول القطريه وليس هناك وقت للمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية حيث قامت هذه الثورات من اجل تحقيق مطالب وحقوق وطنيه لذلك كانت خطاباتهم وشعاراتهم خاليه من الإشارة الى اي عدو خارجي لانها كانت في صراع مع عدو داخلي "انظمه مستبده". لقد سعت هذه الثورات الى ضمان عدم اصطفاف الغرب مع الانظمه ومن هنا رأت قيادات هذه الثورات إنه من الحكمه الابتعاد عن كل شعار او خطاب يستفز الغرب بما في ذلك القضية الفلسطينية وإسرائيل ،كانت شعارات هذه الثورات مستنده على مرجعيات قطريه وطنيه لم يكن فيها نفس قومي. ولعل ما حصل في الربيع العربي والذي اخذ معظم الفلسطينين ينظرون إليه على انه خريف فلسطين ، فالانظمه العربية الجديده وشعوبها مشغوله بقضاياها الداخليه اكثر من انشغالها بمستقبل فلسطين وما حصل كنتيجه للربيع العربي الذي اصبح واضحا ، نسيان المواطن العربي لكل طموحاته ومطالبه القديمه في الكرامه والحقوق الاساسيه والعدالة النسبيه والتنميه والتي حل محلها الترويع الفوضوي والقتل العشوائي وجز الرؤوس بالسكاكين وسفك الدماء بلا نظام وبلا دوله وبلا تحديد مسؤليه . اصبحت طموحات المواطن العربي تنكمش في التشبث بالحياة مع من تبقى من اطفاله العراه الجياع في مخيمات الحدود الصحراويه او تحت اطلال المدن المهدمه او كمتسولين او تجار بغاه. لقد تم اختطاف امكانات التعبير الاصلاحي المتوافق لصالح العنف الفوضوي المتلحف بعباءات دينيه ومذهبيه متعدده وهذا الاختطاف لم يكن ليحدث لولا الإستعداد التراكمي لإمكانية وسهولة استغفال الجماهير العربية باستعمال العاطفة الدينيه والمذهبيه وهكذا نقلت الجماهير العربية مسؤلية التعبير من انظمه ظالمه الى منظمات ظلاميه. الانظمه التي تم التخلص منها كانت تتصرف بشرعية القانون المفصل على مقاييس مصالحها لكن المنظمات الظلامية اصبحت تمارس قطع الرؤوس والاغتيال والاعدامات على الهوية المذهبيه. في ظل الربيع العربى حدثت تغيرات عديدة في مسار القضية الفلسطينيه كان اهمها توجه القياده الفلسطينيه إلى الأمم المتحدة من أجل كسب تاييد دولي للدوله الفلسطينيه وعاصمتها القدس الشرقيه إلا إنها لم تجد اي تحرك في الشارع العربي ولا في الحكومات الجديده في الدول العربية ولو ان العرب رفعوا اصواتهم وناشدوا العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينيه كعضو في الامم المتحده لكان له تاثير حول عضوية فلسطين خاصه وان معظم الدول العربية لها مصالح حيويه مع الدول الكبرى. إن الربيع العربي همش القضية الفلسطينيه وانتزعها من صدارة المشهد العربي الى الصفوف الخلفيه فلم تعد في سلم اولويات المواطن العربي ولم يعد هناك عمق عربي داعم للقضيه الفلسطينيه. فقد تحولت الجيوش العربية في بعض الدول للقيام باعمال شرطيه مثل مصر، تدمير الجيوش العربية واي جيش عربي يمكن ان يهدد الكيان الصهيوني!!!!! ولا توجد قوة عربيه ضاغطه على الدول المسانده لإسرائيل بعد إنهيار النظام السياسي وبعدما اصبح البترول سلاح بيد الغرب وليس سلاح ضدهم. ومما زاد الطين بلة الانقسام الفلسطيني لذلك على الفلسطينين الدفع الى الأمام وبناء قواعد واسس دولتهم المستقبليه فالاعتماد على الذات في هذا الوقت اساسي لمستقبل الدوله الفلسطينيه كما فعلت الصهيونيه لتاسبس دولة إسرائيل فلم ينتظروا العالم ليصحو من سباته عملوا منذ ١٩٤٨ بجد لبناء البنيه الاساسيه لدولتهم وعندما وجدوا العناصر الرئيسية للدوله قدم العالم دعمه لهم. تخاذل العرب عن نصرة المسجد الاقصى حتى وهم في احسن حالات الاستقرار عندهم فكيف نلومهم اليوم
  • عربية
  • عرب
  • اقتصاد
  • لب
  • تقبل
  • مال
  • الدين
  • قانون
  • رئيس
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/27 الساعة 23:59